خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التفكير «خارج البئر»!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

مَقولةُ التفكير «خارج الصندوق» دخلت في قاموسنا مُؤخراً، وبها نعني الخروج عن النّمط التقليدي أو الروتيني في التفكير والتعامل مع الأمور، وبالذات التحدّيات التي يُواجهها المرء في نطاق عمله أو حياته، بهدف اجتراح الحلول التي قد لا تتأتى إذا بقي المرءُ يُفكّر بالطرق المتعارف عليها.

هي دعوة إلى التّجديد وتوظيف أنماط تفكير غير معهودة ينجم عنها تخطّي العقبات المُستعصية والمسائل المُرحّلة دون حلّ، ثم الاختراعات والإبداعات والابتكارات، لأننا، في تطوّرنا البشري، دخلنا مرحلة جديدة يعتمد نجاحنا فيها على قدرتنا على اجتراح الحلول.

بَيْدَ أن هنالك مقولة مُشابهة تخصّ ثقافتنا بالذات أودّ طرحها، علّها تجد الاهتمام الكافي. والمقولة هي التفكير «خارج البِئر."

وهذه المقولة خَلْفها قصة خَبرتُها عدة مرات، في حياتي اليومية والعملية، ولعلّ كثيرين خبروها مثلي.

والقصة تتمثل في صديقٍ أو قريبٍ أو زميل، أو رئيس في العمل أو مرؤوس. تُناقش معه قضية ما أو مشكلة، ومن خلال النقاش تحاولُ أن ترسمَ أفقاً أو تفتحَ نافذة أو تقترحَ اقتراحاً، فيُصرُّ على أنّ الأمر، ضمن المعطيات التي يراها، لا حلّ له؛ فينهي مرافعته بالعبارة المعروفة: «إنت عارف البير وغطاه.» وينتهي النقاش بهذه الطريقة المُحبطة.

سنوات طويلة وأنا أسمع هذه العبارة في نهاية عدد كبير من النقاشات، حول مسائل شخصية لأصدقاء أو معارف وحول قضايا مؤسسية في العمل. ولعلّ الأمر يصبح أكثر أهمية عندما يتصل بمؤسساتنا وقدرتها على اجتراح الحلول.

في السّياق المؤسسي تُذكرُ العبارة إزاء البُعد المالي بالذّات وأبعاد الإبداع والابتكار في العمل بشكل عام.

تقترحُ تنفيذ فكرةٍ معينة، على سبيل المثال، أو مبادرة أو مشروع ريادي. فيَنبري لكَ أحدهم ليُذكّركَ بأن الموازنة لا تسمح: «إنت عارف البير وغطاه.» أو ينبري آخر، إذا كان المال متوافراً، مُذكّراً إياك بأن الموارد البشرية متواضعة المستوى والأداء: «إنت عارف البير وغطاه."

والحق يقال إنّ هذه الإجابة تُدلل في أحد أبعادها على الواقعية؛ وعلى الترشيد والاقتصاد، وعدم تحميل الشخص أو المؤسسة ما يمكن أن يُثقل كاهلهما مالياً، على المبدأ الحصيف «على قدّ فراشك مدّ إجريك». هذا أمر لا بد من التأكيد عليه حتى نكون مُنصِفين.

لكنّ العبارة، على بُعدٍ مُعاكس، تُدلل على ضيق الأفق ومحدودية التفكير وقلّة الحيلة أو عدم القدرة أو الرغبة سوى بالقيام بالحدّ الأدنى من الجهد.

قبل مدّة كنا في نقاش حول مشروع وطني رائد، فذَكّرَنا أحدهم بأن الموازنة متواضعة ويجب أن نحذف ثلت المشروع: «إنتو عارفين البير وغطاه». لأول مرّة تخطر على بالي فكرة: «لماذا لا نُفكّر خارج البير؟» فقُلتُها. فضحكَ البعض وضحك الزميل المعني، ثم قال: «كيف؟» اتفقنا على خطة لاجتذاب التبرعات من أهل الخير، وبالفعل تَمكّنا من تغطية الثلث المنوي حذفه.

النقطة أصبحت واضحة. صحيح أن التفكير خارج الصندوق أو «خارج البئر» لا ينجح دائماً، لكن بجهدٍ إضافي وعزيمةٍ وتصميم ينجح في بعض الأحيان، أو في أحيان كثيرة.

نقطة إضافية: ألا يمكن تطويل «اللحاف» بعض الشيء حتى نَمدّ أرجلنا «على راحتها"؟ لماذا يكون لحافنا قصيراً دوماً!!!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF